-A +A
عزيزة المانع
صباح الخير، صباح كله نور وبهجة وفرح. اليوم الخميس هو اليوم الثاني لصدور الأمر السامي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور القاضية بإصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء.

ورغم أن اليوم هو الثاني لصدور ذلك الأمر، إلا أن أثر النشوة به ما زال يعانق الروح. فتهنئة من القلب لنساء المملكة على حصولهن على هذه الهدية الثمينة من ملك الحزم الملك سلمان حفظه الله. الذي كما وصفته هيئة كبار العلماء، «يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية».


وتهنئة أيضا لجميع الرجال الكرام، الذين وقفوا إلى صف المرأة يدعمونها ويساندون حلمها بالسماح لها بالقيادة.

وتهنئة ثالثة لجميع الذين كانوا متى سافروا خارج المملكة وجدوا حرجا في الإجابة على السؤال الذي لا ينقطع عن أسباب عدم سماح المملكة للمرأة بالقيادة؟ فقد أصبح بإمكانهم الآن أن يتنفسوا الصعداء وأن يسيروا مرفوعي الرأس بعد أن سقط عن أكتافهم عبء تلفيق إجابات تحرجهم ولا تقنع أحدا.

الحمد لله، الحمد لله الذي بلغنا هذا اليوم الذي نشهد فيه تحقق أحد أحلام المرأة السعودية وأشدها تعقيدا، فرغم أنه حلم لا يخالف دينا ولا خلقا، إلا أن المرأة اضطرت إلى أن تدفع ثمنا باهظا من قبل أن تحصل عليه، قدمت من أجله كثيرا من التضحيات، ونالها بسببه كثير من الأذى، تعرضت للقذف، والاتهام بالتنكر للدين، والرغبة في إفساد المجتمع، وصُبت عليها حمم من الدعوات بالهلاك واللعن، وغير ذلك من شتى أنواع الأذى. فالحمد لله الذي أظهر الحق وأزهق الباطل.

هذا الأمر السامي ما هو إلا خطوة في الطريق الصحيح الذي تنتهجه مملكتنا الحديثة نحو تمكين المرأة، وتعزيز مسيرة الدولة المدنية، ودعم خطط التنمية كما تمثلت في رؤية المملكة 2030، فقد ظل حرمان المرأة من قيادة السيارة عقودا طويلة، عاملا معيقا لها عن قضاء احتياجاتها، كما ظل عقبة كأداء تعترض طريق تمكينها، فمن متطلبات التمكين ذهاب المرأة إلى المؤسسات العلمية وإلى مؤسسات العمل، وحين لا تتوفر للمرأة وسيلة نقل ميسورة، فإنها تضطر إلى التخلي عن كل ذلك. وغني عن القول إن نساء المملكة لسن كلهن ينتمين إلى الطبقة المخملية، ولا حتى إلى الطبقة المتوسطة القادرة على استئجار سائق، كما أنهن لسن جميعهن يتوفر لهن محرم متفرغ يقوم بتوصيلهن لقضاء حوائجهن، لهذا كان عدم قدرتهن على قيادة السيارة حجر عثرة في طريق طموحاتهن.

واليوم يتلقى أبناء وبنات المملكة هذا الخبر الجميل ليس بفرحة وابتهاج فحسب، وإنما أيضا بثبات وثقة، فهم على يقين أنهم قادرون على أن يبرهنوا لجميع المتخوفين من تسليم مقود السيارة للمرأة، أن نساء ورجال هذا البلد العظيم على قدر من الوعي والقيم الدينية والأخلاقية، يجعلهم يخوضون التجربة بأمن وسلام.

فشكرا لخادم الحرمين على رفع حظر القيادة عن المرأة، وشكرا لولي عهده الأمير الشاب صاحب الرؤية المتبصرة. وحفظ الله وطننا عزيزا ماجدا.

azman3075@gmail.com